34 Followers
22 Following
amrazzazi

amrazzazi

Currently reading

التحقيق في كلمات القرآن الكريم
حسن المصطفوي
دليل الناقد الأدبي: إضاءة لأكثر من سبعين تياراً ومصطلحاً نقدياً معاصراً
ميجان الرويلي, سعد البازعي
جامع البيان عن تأويل آي القرآن#1
ابن جرير الطبري

يومًا ما.. كنت إسلاميًا

يومًا ما.. كنت إسلاميًا - أحمد أبو خليل يوماً ما كنت إسلاميا

هذا النوع من الكتب مما أفتقده كثيرا في كتابات أبناء الصحوة الإسلامية .. قلما وجدت قياديا من قيادات الحركة الإسلامية مثلا يكتب سيرته الذاتية ( و ها هو أحد الشباب يفعلها ) ، أو وجدت من يكتب في تاريخ الحركات الإسلامية المعاصرة، على الرغم من أن أكثر قياداتها أو من عاصر أغلب فتراتها ما زال حياً يُرزق، و كأنما هذا التاريخ سرٌ قد اتفق الجميع على كتمانه !

ذكريات "أحمد" جميلة و قد تتشابه في كثير من فصولها مع غالب أبناء الصحوة الإسلامية و تشعرهم بالحنين إلى الماضي القريب .. بعض الفصول وجب الوقوف معها كثيرا فليست هي لمجرد الذكري -و فقط- بل هي لاستلهام الدروس من أجل المستقبل منها :

1- أن البعض قد يتعجل في الإنتقال من فكرة إلى فكرة غالباً لضعف الوعي أو لهزات نفسية ، و هنا المشكلة مشكلة الشخص نفسه لا مشكلة الفكرة أو ضعفها ، و هذا ستجده كـ"بندول الساعة " تارة هنا و تارة هناك لا يستقر له حال .. الانتقال الفكري يحتاج لثبات أكبر و زمن أطول أحياناً ! .. و لعل أخطر الانتقالات هذه حينما تتم من الدين إلا حالة اللادين بسبب هذه الهزات ! .. هذه المحلوظة ذكرتها خصيصا لهذا النوع الأخير من التحولات ، للشباب الذين صُدموا في التيارات الإسلامية فبدلا من أن ينتقدوها أو يصنعوا البديل الأمثل لنصرة دينهم، وجهوا سهامهم للدين!

2- الفصل قبل الأخير " ماذا حدث للإسلاميين " يستحق بمفرده الـ 5 نجوم كاملة .. فهذا الباب وجب الطرق عليه كثيرا حتى ينتبه الغافلون و حتى لا تغرق سفينة الحركات الإسلامية و يستبدل الله قوماً غيرهم!

التيارات الإسلامية تعاني أشد المعانة في جانب النقد الذاتي .. النقد الذاتي الذي غرضه تدارك الأخطاء و العيوب لا التشويه ؛ حتى تبقى الحركة الإسلامية فاعلة حية !

أحمد يطرق هذا الباب هنا بكل حب و أمانة ( بعيدا عن انطباعات "الموتورين" من كل طرف عن الكتاب ؛ سواءً من الذين فرحوا بالكتاب و كأنهم غنموا كنزاً عظيما لتشويه الإسلاميين، أو الذين رموا الكتاب و الكاتب بكل النقيصة على الرغم من أنه ابنهم و أخوهم ينصح لهم)

أفكار كل تيار إسلامي قائمة على فهم أفرادها فيجوز فيها الخطأ و بالتالي النقد ! فليس كل تيار إسلامي = الإسلام ، بل هي تجارب تحاول تطبيق الإسلام تكمل بعضها البعض و تخطئ و تصيب!

أظن هذه مشكلة مجتمع بأكمله ، لكن أفراد حملوا همَّ هذا الدين لزمهم أن يكونوا هم هداة الطريق لمجتمعاتهم .. نقدنا لأنفسنا يعني التطور للأفضل .. يجب أن نتقبل النصيحة و النقد لا أن نضيق بهما .. للأسف كثيرين من أبناء التيارات الإسلامية يعتقدون أن هذه التيارات محصنة ضد الخطأ و الإنحراف فلا جدوى من النقد ، و منهم من يعتقد أن أي ناقد أو ناصح لجماعته هو إما عدو أو كاره أو يريد شق الصف، حتى و لو كان من أبناء الحركة الاسلامية! ، و منهم من يدندن بأن هذا النقد سيفسح المجال للأعداء للتصيد .. إلخ من الحجج الواهية التي يُحفظ بها الخطأ و الإنحراف و الفساد!

كتابُ ربنا يذكرنا دائماً بأن ما من مصيبة تحدث لنا إلا و هي من عند أنفسنا و بذنوبنا ، فما الذي حدث للإسلاميين حتى ينسوا ذلك و يتنكروا لأي ناصح أو ناقد ، و يُرجعوا أي مصيبة لأعداء خارجيين يتربصون بنا!

قل هو من عند أنفسكم .. قل هو من عند أنفسكم .. قل هو من عند أنفسكم

انتبهوا قبل أن تغرق سفينتكم و استمعوا لكل ناصح أمين ..

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً).

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم)


** لو كنت مقترحاً على صاحب الكتاب شيئاً فهو أن يحمل على عاتقه إخراج أجزاء أخرى تحت عنوان " ماذا حدث للإسلاميين "، و ياحبذا لو جعل الكتاب تفاعلياً؛ يتيح به الفرصة لكل محب ناصح أن يثري العمل الإسلامي بنصحه و نقده!