" الأشقياء في الدنيا كثير ، و ليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو شيئاً من بؤسهم و شقائهم ، فلا أقل من أن أسكب بين إيديهم هذه العبرات ، علهم في بكائي عليهم تعزية و سلوى .. ! " .. هذه هى مقدمة كتاب العبرات للمنفلوطي
إنها فعلا عبرات ، فلا تكاد تنتقل من قصة حتى تكون الأخرى أشد حزنا و أكبر شقاءً ، جميع القصص عبارة عن مأساه ، تشترك في أغلبها بلوعة المحبين وشقاء المساكين ، وحسرة المظلومين وعذاب المفجوعين ..!
و ربما أسماه العبرات ؛ للعبرات التي تسيل من مدامع شخصيات قصصها، التي تتوافق طوعاً مع عبرات القارئ المتفاعل مع أحداثها الإنسانية الأليمة ..!
القصص هى " اليتيم ( رائعة ) -الشهداء-الحجاب ( مهمة جدا) -الذكرى-الهاوية-الجزاء-العقاب-الضحية-مذكرات مرغريت-بقية المذكرات "
من المقاطع المؤلمة التى أعجبتنى هذا المقطع في قصة ” الشهداء ” لأم فاقدة ابنها تنشد تقول : ” ما أسعد الأمهات اللواتي يسبقن أولادهن إلى القبور ، وما أشقى الأمهات اللواتي يسبقهن أولادهن إليها ، وأشقى منهن تلك الأم المسكينة التي تدب إلى الموت دبيباً ، وهي لا تعلم هل تركت ولدها وراءها ، أم انها ستجده أمامها ؟! ”
==
إلا أننى ألومه على هذه النظرة المتشائمة جدا للحياة .. سيبقى دائما الأمل بالله .. و الفرج دائما قريب