كتاب جميل للدكتور مصطفى - رحمه الله- ، و لا أدرى لو عاش إلى أيام ثوراتنا هذه كيف سيكون رد فعله و هو يرى بعض ما تنبأ به في كتابه قد تحقق ! .. سقط كبار مجرمي الحكام و انطلقت الشعوب .. و هو يري بعينه أن النمرة الجديدة الرابحة - كما قال - هى الأحزاب الإسلامية ! .. ركب التيار كل المراهنين .. فيهم الصادق و المنافق و المناور و التاجر و البر و الفاجر !
يبدع الدكتور مصطفى - رحمه الله - هنا و يستخدم قلمه كمشرط جراح ليبين لجسد اليسار العليل مكمن مرضه و داءه الذي قتله و أسقطه !
رغم أن الكتاب كُتب فى القرن الماضي إلا أن نفس الأفكار ما زالت موجودة عند رفاث اليسار .. و ظني أن سؤال الدكتور - رحمه الله - لهم ما زاال قائما : ماذا يا تُرى عند الرفاق الجدد .. ما الذي يريدون إحياءه من الجثة الماركسية التى تعفنت قبل الأوان فى تابوت التاريخ؟!
لم يبق من اليسار إلا التهييج و التحريض و التخريب و إثارة الأحقاد و إشعال الصراع الطبقي ، و ركوب كل موجة ليصلوا لغايتهم !
نريد من الرفاق اليسار الجدد أن يخرجوا رؤوسهم من دوامة الستينات و الزمن الذي ولى و يأخذوا نفسا حرا عميقا ، و ينظروا للمتغيرات و المستجدات حولهم ، و ليعلموا أن كارل ماركس مات و شبع موتا هو و أفكاره ، وأن الشعارات التى يرفعونها و يتغنون بها قد انتهت و الموقف اليوم يطرح تناقضات جديدة تحتاج إلى فكر جديد و منهج جديد !
اعلموا أنكم مخطئون بتصوركم أن الحل هو تنحية الدين من المعركة .. فلن تجمع راية كمع تجمع راية الإسلام
لقد سقط اليسار يا سادة .. و ما من انتخابات مرت فى تاريخ مصر و أغلب الدول إلا و اليسار راسب فيها تماما .. أيها الرفاق أفيقوا .. الدنيا قد تغيرت .. لن تفيد الخطب و ديباجات الكتب و تسويد الصحف .. فلا أحد يقرأ لكم أو يستمع أو يصدق
===
الدكتور كتب ما كتب فى بداية العهد المباركي و هو كان يري أن مبارك قد تحمل تبعة ثقيلة من سابقيه - ناصر و السادات - .. و اظن أن الدكتور بالتأكيد كان سيغير رأيه فى هذا المجرم المخلوع و لا يعطيه أي مبرر بعد ما فعل !
رحم الله الله الدكتور مصطفى و أجزل له الثواب