شئٌ بدتُ ألحظه في نفسي ، مع قراءتي لهذا النوع من الروايات ، التي تسرد تاريخنا بأسلوب أدبي مشوق ، و هو أني صرت أتذكر هذه التواريخ جيداً أكثر مما مضى بل و بتفاصيل أدق و أحداث أكثر ... كنت سابقا أحفظ تاريخ ٤٨ و تاريخ مذبحة صابرا و شاتيلا و تواريخ معاهدات الذل و العار كما تعودنا أثناء الدراسة .. تاريخ بجوار آخر قد يُنسي بعضها الآخر
لكن مع هذا الأسلوب الروائي صرت أكثر يقظة مع أحداث التاريخ .. فقد كنت أثناء القراءة أشعر و كأنني وسط الأحداث أسمع الصرخات و الهمسات ، أرى الشجعان و الخونة ، أشم مسك الشهداء و ريحة بارود الأبطال .. فن كتابي ينبض بالحياة
هذه كانت ثاني تجربة لي مع كتابات رضوى عاشور .. و يبدو أن لكل كاتب عمل إبداعي لا يضاهيه عمل آخر مهما كان هذا الآخر رائعا ؛ فلابد لك مع الأسف أن تقارن بينه و بين ذاك الإبداع الأول .. أقصد هنا طبعا رائعة رضوى الأولى " ثلاثية غرناطة"!
شكرا رضوى عاشور مرة أخرى أن جعلتنا نعيش هذه المآسي ، و نعرف أكثر عن تاريخنا ، بل و تدفعينني لأبحث أكثر و أكثر عن صفحات منسية من تاريخ هذه الأمة!
أما عن المشاعر حول أحداث الرواية التي تحكي مأساة أمة -و ليس فلسطين فقط- فهذه لها وقت آخر إذا شاء المولى عز وجل ..