لا أعلم كتابا في تبيان أعمال القلوب، و تهذيب النفوس، و أحوال السلوك، و طريق السير إلى الله أعظم من هذا الكتاب!
و كلام الإمام ابن القيم فيه هو كلامُ من قد خالطت هذه المعاني الإيمانية سويداء قلبه ،فقام بترجمتها في هذا المؤلَّف الجليل!
و كتاب المدارج لابن القيم هو في الأصل شرحٌ لكتاب "منازل السائرين" لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي، الذي ألفه بعد أن سأله جماعة من أهل " هراة " عن رغبتهم في الوقوف على منازل السائرين إلى الله ، فأجابهم بكتاب "المنازل"
و المنازل و المدارج كلاهما يوجد عليه ملاحظات من العلماء، مبسوطة على الشبكة العنكبوتية لمن أراد، يجب التنبه إليها عند قراءتهما، و هي مغمورة في بحار ما في كتاب المدارج من علم جم .. و البعض ينصح بقراءة تهذيب لكتاب المدارج قبل قراءة المدارج ذاته و ما أكثرها .. إلا أن الأصل يظل أصلاً!
و الكتاب و لا شك من الكتب التي يعود إليها المرء مرة بعد مرة حتى و إن لم يقرأه بالكلية؛ ففيه من المواضع التي تداوي القلب ما لن تجده في كتاب آخر .
رحم الله ابن القيم و أعلى درجته في عليين